فصل: تفسير الآية رقم (21):

مساءً 8 :19
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
29
الإثنين
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (8):

{وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {دعا ربه منيباً إليه} قال: أي مخلصاً إليه.

.تفسير الآية رقم (9):

{أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)}
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه تلا هذه الآية {أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه..} قال: ذاك عثمان بن عفان. وفي لفظ نزلت في عثمان بن عفان.
وأخرج ابن سعد في طبقاته وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً} قال: نزلت في عمار بن ياسر.
وأخرج جويبر عن عكرمة، مثله.
وأخرج جويبر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية في ابن مسعود، وعمار، وسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يحذر الآخرة} يقول: يحذر عذاب الآخرة.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه، أنه كان يقرأ {أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر عذاب الآخرة} والله تعالى أعلم.
أما قوله تعالى: {يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه}.
أخرج الترمذي والنسائي وابن ماجة عن أنس رضي الله عنه قال: «دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل وهو في الموت فقال كيف تجدك؟ قال: أرجو وأخاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الذي يرجو، وأمنه الذي خاف».

.تفسير الآيات (10- 14):

{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وأرض الله واسعة} قال: أرضي واسعة فهاجروا واعتزلوا الأوثان.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} قال: لا والله ما هناك مكيال ولا ميزان.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} قال: بلغني أنه لا يحسب عليهم ثواب عملهم ولكن يزادون على ذلك.
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله إذا أحب عبداً أو أراد أن يصافيه صب عليه البلاء صباً، ويحثه عليه حثاً، فإذا دعا قالت الملائكة عليهم السلام: صوت معروف قال جبريل عليه السلام: يا رب عبدك فلان اقض حاجته. فيقول الله تعالى: دعه إني أحب أن أسمع صوته. فإذا قال يا رب.. قال الله تعالى، لبيك عبدي وسعديك. وعزتي لا تدعوني بشيء إلا استجبت لك، ولا تسألني شيئاً إلا اعطيتك. أما أن أعجل لك ما سألت، وأما أن أدخر لك عندي أفضل منه، وأما أن أدفع عنك من البلاء أعظم منه. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وتنصب الموازين يوم القيامة، فيأتون بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان، ويصب عليهم الأجر صباً بغير حساب حتى يتمنى أهل العافية أنهم كانوا في الدنيا تقرض أجسادهم بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل. وذلك قوله: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}».
وأخرج الطبراني وابن عساكر وابن مردويه عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة، فلا يرفع لهم ديوان، ولا ينصب لهم ميزان يصب عليهم الأجر صباً. وقرأ {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}».
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: يود أهل البلاء يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض.

.تفسير الآية رقم (15):

{فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)}
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم...} الآية. قال: هم الكفار الذين خلقهم الله للنار، زالت عنهم الدنيا وحرمت عليهم الجنة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} قال: {أهليهم} من أهل الجنة، كانوا أعدوا لهم لو عملوا بطاعة الله فغبنوهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم} يخسرونها فيتحسرون في النار أحياء، ويخسرون أهليهم فلا يكون لهم أهل يرجعون إليهم.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} قال: ليس أحد إلا قد أعد الله تعالى له أهلاً في الجنة إن أطاعه.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد، مثله.

.تفسير الآية رقم (16):

{لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)}
أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله: {لهم من فوقهم ظلل} قال: غواش {ومن تحتهم ظلل} قال: مهاد.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سويد بن غفلة قال: إذا أراد الله أن يعذب أهل النار جعل لكل إنسان منهم تابوتاً من نار على قدره ثم أقفل عليه بأقفال من نار، فلا يعرف منه عرق إلا وفيه مسمار، ثم جعل ذلك التابوت في تابوت آخر من نار، ثم يقفل باقفال من نار، ثم يضرم بينهما نار فلا يرى أحد منهم أن في النار غيره. فذلك قوله: {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} وقوله: {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} [ الأعراف: 41].

.تفسير الآيات (17- 18):

{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها} قال: نزلت هاتان الآيتان في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون: لا إله إلا الله. في زيد بن عمرو بن نفيل، وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان سعيد بن زيد، وأبو ذر، وسلمان، يتبعون في الجاهلية أحسن القول، وأحسن القول والكلام لا إله إلا الله. قالوا بها فانزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم {يستمعون القول فيتبعون أحسنه..} الآية.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: {الطاغوت} الشيطان هو هاهنا واحد وهي جماعة. مثل قوله: {يا أيها الإِنسان ما غرك} [ الانفطار: 6] قال: هي للناس كلهم الذين قال لهم الناس إنما هو واحد.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {والذين اجتنبوا الطاغوت} قال: الشيطان.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {وأنابوا إلى الله لهم البشرى} قال: أقبلوا إلى الله {فبشر عبادِ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} قال: أحسنه طاعة الله.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن الضحاك في قوله: {فيتبعون أحسنه} ما أمر الله تعالى النبيين عليهم السلام من الطاعة.
وأخرج سعيد بن منصور عن الكلبي في قوله: {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} قال: لولا ثلاث يسرني أن أكون قدمت. لولا أن أضع جبيني لله، وأجالس قوماً يلتقطون طيب الكلام كما يلتقطون طيب الثمر، والسير في سبيل الله.
وأخرج جويبر عن جابر بن عبد الله قال: لما نزلت {لها سبعة أبواب...} [ الحجر: 44]. أتى رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي سبعة مماليك، وأني أعتقت لكل باب منها مملوكاً. فنزلت هذه الآية {فبشر عبادِ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه}.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال لما نزلت {فبشر عبادِ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً فنادى «من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة. فاستقبل عمر الرسول فرده فقال: يا رسول الله خشيت أن يتكل الناس فلا يعملون. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو يعلم الناس قدر رحمة الله لاتكلوا، ولو يعلمون قدر سخط الله وعقابه لاستصغروا أعمالهم».

.تفسير الآيات (19- 20):

{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20)}
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {لهم غرف من فوقها غرف} قال: علالي.

.تفسير الآية رقم (21):

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (21)}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض} قال: ما أنزل الله من السماء ولكن عروق في الأرض تغمره فذلك قوله: {فسلكه ينابيع في الأرض} فمن سره أن يعود الملح عذباً فليصعد.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة والخرائطي في مكارم الأخلاق عن الشعبي رضي الله عنه في قوله: {فسلكه ينابيع في الأرض} أصله من السماء.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {فسلكه ينابيع في الأرض} قال: عيوناً.
وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي رضي الله عنه قال: العيون والركايا مما أنزل الله من السماء {فسلكه ينابيع في الأرض} والله أعلم.

.تفسير الآية رقم (22):

{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {أفمن شرح الله صدره للإِسلام} الآية. قال: ليس المشروح صدره كالقاسية قلوبهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه «في قوله: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه} قالوا: يا رسول الله فهل ينفرج الصدر؟ قال: نعم. قالوا: هل لذلك علامة؟ قال: نعم. التجافي عن دار الغرور، والانابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزول الموت».
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه} فقلنا يا رسول الله كيف انشراح صدره؟ قال: إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح. قلنا يا رسول الله فما علامة ذلك؟ قال: الانابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والتأهب للموت قبل نزول الموت».
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عمر رضي الله عنهما، «أن رجلاً قال: يا نبي الله أي المؤمنين أكيس؟ قال أكثرهم ذكراً للموت، وأحسنهم له استعداداً، وإذا دخل النور القلب انفسح واستوسع. فقالوا: ما آية ذلك يا نبي الله؟ قال: الانابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزول الموت» ثم أخرج عن أبي جعفر عبد الله بن المسور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه، وزاد فيه {أفمن شرح الله صدره للإِسلام فهو على نور من ربه}.
أما قوله تعالى: {فويل للقاسية قلوبهم}.
وأخرج الترمذي وابن مردويه وابن شاهين في الترغيب في الذكر والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القاسي».
وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الجلد رضي الله عنه، أن عيسى عليه السلام أوصى إلى الحواريين: أن لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم، وأن القاسي قلبه بعيد من الله ولكن لا يعلم.
وأخرج مردويه عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكل العباد ونومهم عليه قسوة في قلوبهم».
وأخرج العقيلي والطبراني في الأوسط وابن عدي وابن السني وأبو نعيم كلاهما في الطب والبيهقي في شعب الإِيمان وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة، ولا تناموا عليه فتقسو قلوبكم».
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يورث القسوة في القلب ثلاث خصال: حب الطعام، وحب النوم، وحب الراحة» والله أعلم.